نعمة ذكر الله
- المقالات
- المشاهدات : 1074
- أضيف في : 12/9/2017
- طباعة المقال
-
نعمة ذكر الله
آ. أناهيد السميري ١٣/١١/١٤٣٨
نعم الله على عباده كثيرة من اعظمها انه عرف نفسه لعباده وجعل ذكره سبب لطمأنينة النفس ، وقد جاء وصف للانسان في القرآن والسنه انه خلق ضعيفا وعجولا وينخلع قلبه عند تعرضه للاحداث وهذه الصفات تحتاج نظرة تأمل فمثل هذه التركيبه النفسية تحتاج الى قوي تصمد إليه لانها ضعيفه وتحتاج لغني تطلبه لانها فقيره وإلى سميع بصير تناجيه وتفزع إليه والى عليم يعلم احوالها حتى لاتضطر لكثير من الشرح لبيان شيء من احوالها.
وحياة الانسان مليئة بالإختبارات والامتحانات والانتقالات والاختلافات والاشياء ليست تحت يده ولا في حكمه حتى نفسه التي بين جنبيه لايملكها فقد يستيقظ ويجد نفسه متكدراًبدون سبب هذه النفس كثيرة الاضطراب والتعرض للامتحانات كل مرة تمر بعاصفه تحتاج لشيء يطمئنها والناس في سيرهم لذلك يمروا بطريقين :
١- طريق وهمي قد تصل لمخدرات فهو قلقل مضطرب فيستعملها لتغيبه عن الواقع وقد يبحث عن الطمأنينه بوجود مال او ناس من حوله كل ذلك ليزيل قلقهم واضطرابهم وهو لا يطمئن نفسه برب العالمين.
مثال : المال بجميع صوره والوانه واشكاله قد يبعث في النفس الطمأنينه لكنه لاينفع ولا يضر وقد يكون موجود معه وهو في صحراء وانقطع به الماء والبنزين فماصورته لاشيء ولن ينفعه وان احترق تبعثر وزال والبعض قد يصل به الامر ان يتصور الاوهام حقيقة ( يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لابيع فيه ولا خلة ولاشفاعه والكافرون هم الظالمون) ٢٥٤ هم يبيعوا ويشتروا بالدنيا وبينهم خله ومحبه يتصوروا انها تنفعهم وكل ذلك ذاهب لاقيمة له. لذا أتى بعدها بيان وخبر عن الله
( الله لاإله إلا هو الحي القيوم ) الله ولاشيء غيره وأتى بعدها ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ٢٥٥،٢٥٦ البقرة. من عنده عقل ورشد لايشتري الوهم ويقال له ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) ٢٥٧ البقرة
*علاقة الولاية صلبها ذكرالله الأولياء لاينسىوا وليهم وكل مامر شيء يكدرهم أزالوه بذكر وليهم ( سيشرح صدورنا الله سيتولى امرنا سيدبرنا ) وذكر في آية الكرسي سبحانه أنه حي قيوم لاتأخذه سنة ولانوم له مافي السموات ومافي الأرض ) تريد حفظ لاولادك ولأعمالك ( ولايؤده حفظهما وهو العلي العظيم )
سبحانه كل القلوب تعلقت به ومن ثم اصبحوا عند بابه بالاختيار وبغير اختيار فهم ان كانوا في البحر لايطلبون النجاة الا منه يعرفوا انه ( العلي العظيم )
٢- من الناس من اشتروا الوهم ومنهم من خرجوا من الظلمات الى النور
*ورد في البقرة ٣ قصص :
* قصة إبراهيم ومن حآجه في ربه ٢٥٨ ( أن ءاتاه الله الملك )هذه الخديعه انخدع بالملك فعظم نفسه واعتمد عليها وبقى مرهون بالملك وهو بنفسه اختبار وابتلاء وقد ورد في سورة الجن ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً ، وأما القاسطون فكانوالجهنم حطباً ، وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً) ١٤،١٥،١٦ ، هي بالنهاية اختبارات والنعمة العظيمة ان تكون انت في الارض ووليك الله في السماء والذي يوفقك بكل امورك هو الله الذي له مافي السموات ومافي الارض فتبقى معرفة الله وذكره نعمه على من ذكر الله ، ففي هذه القصه اشترى صاحبها الوهم وهو الملك وظن انه سيغنيه عن معرفة رب العالمين فكانت الطمأنينه بالملك وهو الذي أورد الطغيان وهذا من جهله.
* والقصه الثانيه ٢٥٩ الذي مر على قرية واستبعد ان يحييها الله وكان غافلا عن كمال الله وقال بعض شراح الآية انه مؤمن لكنه مر بغفله وقد نشترك فيها جميعا نغفل عن كمال الله فهو بالمقاييس الانسانيه استبعد اعادتها فأراه الله كيف يعيدها
* قصة إبراهيم ٢٦٠ طلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فقيل له ( أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) زيادة استمتاع بالمعرفه وترقي فيها وطلب للطمأنينة هو ليس جاهل كالاول ولا غافل كالثاني ولكنه يعلم علم اليقين ويترقى في اليقين من عين اليقين لحق اليقين ، ويتبين من القصص ان الغفله كانت بسبب قلة ذكر الله والتفكر في ملكوت الله.
*نحن نعلم جيدا ان الله على كل شيء قدير وانه له ملك السموات والارضوهو قريب مجيب ولكن هناك من ينظر للامور بنظره تشاؤم ولا يحمل في ذاكرته الا المكدر منها وهذا بسبب الغفله التي تجعلنا نستسلم لخطوات الشيطان ونصاب بالاعتلال النفسي. والانسان الطبيعي وينظر للحياة بطريقة صحيحه والمواقف لاتتحول عنده الى غل او حقد اوحسد ولا اكتئاب اوقلق
اما الانسان الذي يوتره كل امر والمواقف العاديه المتكرره والتي ليست هي مصيريه تسبب له انقلاب مزاجي هذا عنده اعتلال مزاجي ومع العمر يصبح مرض وقد يلاحظ لدى الطفل يقارن نفسه بالآخرين وينقلب على مالم يجده او يحوز عليه ثم يصبح عنده غل اوحقد اوحسد ولانقصد بالمريض النفسي الذي هو نتيجة اختلال بالعقل والدماغ بل ماهو في القلب والنفس وهذا لايصلحه الا المعرفه بالله فإيمان بالله من جهة وذكر من جهة اخرى
*الاعتلال النفسي يجعل الناس يتصرفون على حسب أهوائهم وبدلا من ذلك ينبغي ان ترجع الامور : الى قدر الله وهذا ماشاءه الله والرضا برزق الله وهنا تتضح نعمة ذكر الله ، مثال : قدوم الضيف الان بسبب الكلفه والاعتلالات اصبح بلوى على البعض لاني اجعل استقبالهم بكل تفاصيله مسؤليتي التامه بينما الله هو الرزاق سيأتي برزقهم ويشرح صدررهم وينزل البركة ويعطي اجر إطعام الطعام واكرام الضيف ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) فلنحسن النيه ولانجعلها للتفاخر ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) الحديد ٢٠
*فلا تحمل نفسك فوق طاقتك واجعل في كل خطوة لك ذكر واستعانه وطلب بركة ولو بحثنا في الذاكرة وفي تاريخ حياتنا كيف رزقنا الله من حيث لانحتسب وستر وجمل واعطى سبحانه ستير لن يفضحك فقط انوي الخير ويقول الامام احمد ( انوي الخير فإنك بخير مانويت الخير )
*لاتعتمد على نفسك الضعيفه حتى في تربية الابناء وتنسب الامر لنفسك ( ربيتهم ) لاتتصور انك جئت للدنيا وعليك هذه الضغوط والمسؤليات من زوج وابناء وغيره اطلب الله واستعن به في كل امورك يارب اهدني سددني وفقني انت الاول فليس قبلك شيء اعطني الاسباب وثمرتها.
*كل ماانت مكلف به جيران ابناء والدين كله اختبار لك ابقى ذاكرا لربك استعن به واعتمد عليه مهما هاجمك الشيطان ووساوسه رد ذلك بماتعرفه عن الله سيعطيني الله سيرزقني الله سيكفيني الله اجعل ثقتك بالله منهاجا لك.
*انت حارث همام تتحرك وعندك هموم متوتر غير مرتاح اطمئن لمالك الملك المدبر وتوكل عليه اجعل قلبك ساكن مطمئن وجوارحك متحركة.
*لاتهتم ماذا نأكل كيف نرزق اولادنا اين سيكونوا الذي خلقم كتب ارزاقهم اذا نعمة ذكر الله لاتجعلك قلق لكن المشكلة في مقدار الايمان فهو الذي سبب مقدار الذكر الصحيح مقدار الثقه بالله ومعرفته بالله هو الذي يزيد وينقص فتراه يوم مطمئن ويوم لا
*كل الوساوس الشيطانيه باشكالها والوانها بسبب مخاوف من امور مجهولة واشياء لاقيمة لها.
*يتشمم الشيطام قلبك يبحث عن نقطة ضعفك ( زوج اولاد وظيفه) ويجربك في الامور ويغير فيها حسب تغيرك باستمرار. مثال : قد ياتيك عند الوضوء فيذكر لك انك ماغسلت يد او قدم ويكرر ذلك في كل مره فان استسلمت له استمر معك وهكذا.
*بهذه الضغوط والوساوس يبقى الانسان في قلق دائم وحزن وهذه بغيته ( ليحزن الذين آمنوا )
*ذكر في قصة موسى انه لما خرج من مصر خائف دعا ربه ( فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) ٢١ القصص وهذا شعور طبيعي. ثم بعدها اتجه لمدين ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) ٢٢ القصص لقد عالج الشعور الطبيعي بذكر الله ثم لما جاء لمدين دعا ان يهديه الى سواء السبيل. لقد نادى ربه وناجاه وهو ليس بنبي بعدوالنبوة جاءته في العوده.
*المخاوف والقلق تجاه الاشياء لانلام عليها لكن ينبغي ان لاتتحول لوساوس فلا نستسلم لها بل نجعلها دافع لسؤال الله.
*نقطتين توضح كيف يكون ذكر الله نعمه :
* عند تحمل المسؤليات ابق مطمئن اترك القلق والمخاوف وتوكل على الله اجعلها سبب لذكر الله واساله في كل موطن بمايناسبه
* عندما تهاجمك الوساوس يكون ردها بنعمة معرفة الله وهي داخل الفؤاد
* ذكر الله نعمة لاصلاح النفس ومعالجة عيوبها ومافيها من حقد او غل اوحسد. ( ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر ١٠
*والناس بين لئيم وكريم في هذه الامراض فمنهم من يظهره ويتفاعل بها ومنهم الكريم الذي يحاول اخفاءها والاكرم من ذلك من يسعى لعلاجها لان هذه الامراض قاتله للانسان ولانشراح صدره وسعادته وعلاج ذلك بذكر الله وذكر لقائه وتذكر ان كل هذه النعم التي نتنافس عليها زائله وماعند الله أبقى ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا ) الإنسان ٢٠ *ينبغي أن نتأدب مع الله ونستحي أن نلقاه بقلوب مريضه بالطمع والحسد ورد في الحديث ( استحوا من الله حق الحياء قالوا نستحي قال ليس ذاك وذكر فيه ان الحياء حفظ البطن وماحوى ) وقال بعض اهل العلم ان من البطن القلب فيحفظ من الوساوس والامراض. *ينبغي ان يكون القلب ليس فيه الاذكر الله وحب الله وينظر للناس ان وراءهم الله ورضاه فلو احسنت لعيال الله سيحبك الله ولتلقوه وليس بينكم خصوه لا له ولا عليه وليحذر من سوء الظن فقد ورد ( لازال المسروق يتظنى حتى يكون اعظم اثماً من السارق ) فهذه عقوبة سوء الظن فهو يفكر ربما فلان هو من سرق او فلان فيظن بهم * لايكن تفكيري سانتقم من فلان يوم القيامه... بل اعفو عمن ظلمني فبالعفو يرتفع الايمان داخل القلب ويسهل نطق الشهادة عند الموت. * ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) اتصبرون وليس تغلون وتحقدون !!! فلا تجعل قلبك مشغول بمساحات ليست للايمان.
*الذاكر لله ليس بجاهل ولا غافل :
# يعلم عن الله # لازال الخبر عن الله ومعرفته تتجدد لتزيل الغفله
*الذاكر لله من يعرف الله ويزداد بها كل يوم وينفي الجهل والغفلة ، نقرأكل يوم الاخلاص كم مرة وقفنا مع ازدياد معنى الاحد والصمد يجب ان ننفي الجهل والغفله بتجدد العلم
*تجدد العلم عن الله في قلب خالي لذكر الله ( نزيل الغل والحقد والحسد ) حتى يطمئن قلبي ونبينا ابراهيم نموذج للقلب السليم الذي وصل لليقين واطمئن ايمانه بزيادة العلم والمعرفه استقبلها في قلب خالي.
*عشنا زمن طويل وماسألنا اسم الله ومعناه ؟ وابن عباس يقول : ذو الالوهيه والعبوديه على خلقه أجمعين ونجد شروح طويله تحت ذو الالوهيه وكذا ذو العبوديه.
* نحتاج لعلم متجددوقلب خالي
* نعمة من الله ان نذكره فيذكرنا ويثني علينا والذكر له دوي كدوي النحل حول العرش.
* اكثر مايؤثر في خلو القلب الدنيا بكل تفاصيلها فنحتاج التخليه منها قدر المستطاع وكلما خلى قلبك من الدنيا كلما صح الذكر.
* من ينظر للقضاء والقدر كما ينبغي فهو سبب للطمأنينة القلب فكل شيء مكتوب يقول ابن عباس : وضع يدك على خدك مكتوب في السماء
* قصة جميله كان هناك رجل ياتي كل سنة للسفاره السعوديه هو من بلد فقير ويتمنى الحج ولايملك مال وسبحان مدبر الكون يمرض رجل في الكويت ويبحث عن من يعطيه صدقه فيشار اليه ان يحجج احداً فيسال وخلال البحث يصل للسفاره السعوديه فيخبروه بالرجل ويعطيه المال ليحج سبحانه القادر.
* المؤمن يؤمن ان الله لمايقدر الارزاق يسوقها بأسبابها ليس لك يد فيها لان من اسماءه اللطيف يسوق الرزق لخلقه واحيانا يسوق خلقه للرزق وقد يكون من باب يكرهونه فقد تخسر ناس ويتبين لك فيهم امور وتبعد عنهم لامر قدره الله لك.
* لاتتعلق بالاسباب ولاتجعل الدنيا اكبر همومنا الله يرزق ويبارك ولايشترط في البركة ان تكون حسيه اهم امر رضانا عن ربنا ويمن علينا به.
* معنى ذكر الله : العلم المتجددالذي سيقع في قلب خالي ومصدره الكتاب والسنه.
* ينبغي في قرائتنا للورد اليومي من القرآن ان نقف على مراد الله وماوصف به نفسه ومعاملته لعباده واوليائه بتدبر وتامل ونهتم بامرين :
* ١- معرفة اسماء الله وصفاته منفرده والبحث عن كتب وشروحات اهل السنه نبحث عن معنى اللطيف ، الصمد ، الغفور.
* ٢- اين وردت في كتاب الله وفي اي سياق اتت وتظهر لنا في القصه اسماء الله وافعاله مثال قصة ام موسى وامرها ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولاتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) القصص ٧ ثم قال ( فرددناه إلى أمه ) القصص ١٣
* اقدار كثيره قد تمر علينا حتى لانحزن ولنعلم ان وعده حق، فكل امر وموقف يمر نعرف ان وعده حق .. نتقيه فيجعل لنا مخرجا .. نشكره فيزيدنا
* ذكر الله يغير التفكير والنظره لكل شيء قد نميز بين الناس بالوانهم واشكالهم لكن لنفكر من الذي يحبه الله ( يحب التوابين والمتطهرين )
* لنذكر نعم الله علينا الكثيرة والناس منهم من هو في بطر ونحن تحت حلمه ولايعالجنا بالعقوبة مع ان البعض قد يسيء الادب مع الله ويظهر عدم الرضا فلنحذر غضب ربنا
* لنسأل أنفسنا اين اثر اسماء الله وصفاته في حياتنا قد يمدحك الناس وهم لايعلمون عنك فلا نفرح بمدحهم ولنعلم ستر الله علينا وعلى تقصيرنا.
* الدنيا ضيق وسعة وامتحان وصبر وشكر فنطمع برب العالمين وندعوه ونذكره ونساله الثبات.
تم بحمد الله وفضله
آ. أناهيد السميري ١٣/١١/١٤٣٨
نعم الله على عباده كثيرة من اعظمها انه عرف نفسه لعباده وجعل ذكره سبب لطمأنينة النفس ، وقد جاء وصف للانسان في القرآن والسنه انه خلق ضعيفا وعجولا وينخلع قلبه عند تعرضه للاحداث وهذه الصفات تحتاج نظرة تأمل فمثل هذه التركيبه النفسية تحتاج الى قوي تصمد إليه لانها ضعيفه وتحتاج لغني تطلبه لانها فقيره وإلى سميع بصير تناجيه وتفزع إليه والى عليم يعلم احوالها حتى لاتضطر لكثير من الشرح لبيان شيء من احوالها.
وحياة الانسان مليئة بالإختبارات والامتحانات والانتقالات والاختلافات والاشياء ليست تحت يده ولا في حكمه حتى نفسه التي بين جنبيه لايملكها فقد يستيقظ ويجد نفسه متكدراًبدون سبب هذه النفس كثيرة الاضطراب والتعرض للامتحانات كل مرة تمر بعاصفه تحتاج لشيء يطمئنها والناس في سيرهم لذلك يمروا بطريقين :
١- طريق وهمي قد تصل لمخدرات فهو قلقل مضطرب فيستعملها لتغيبه عن الواقع وقد يبحث عن الطمأنينه بوجود مال او ناس من حوله كل ذلك ليزيل قلقهم واضطرابهم وهو لا يطمئن نفسه برب العالمين.
مثال : المال بجميع صوره والوانه واشكاله قد يبعث في النفس الطمأنينه لكنه لاينفع ولا يضر وقد يكون موجود معه وهو في صحراء وانقطع به الماء والبنزين فماصورته لاشيء ولن ينفعه وان احترق تبعثر وزال والبعض قد يصل به الامر ان يتصور الاوهام حقيقة ( يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لابيع فيه ولا خلة ولاشفاعه والكافرون هم الظالمون) ٢٥٤ هم يبيعوا ويشتروا بالدنيا وبينهم خله ومحبه يتصوروا انها تنفعهم وكل ذلك ذاهب لاقيمة له. لذا أتى بعدها بيان وخبر عن الله
( الله لاإله إلا هو الحي القيوم ) الله ولاشيء غيره وأتى بعدها ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ٢٥٥،٢٥٦ البقرة. من عنده عقل ورشد لايشتري الوهم ويقال له ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) ٢٥٧ البقرة
*علاقة الولاية صلبها ذكرالله الأولياء لاينسىوا وليهم وكل مامر شيء يكدرهم أزالوه بذكر وليهم ( سيشرح صدورنا الله سيتولى امرنا سيدبرنا ) وذكر في آية الكرسي سبحانه أنه حي قيوم لاتأخذه سنة ولانوم له مافي السموات ومافي الأرض ) تريد حفظ لاولادك ولأعمالك ( ولايؤده حفظهما وهو العلي العظيم )
سبحانه كل القلوب تعلقت به ومن ثم اصبحوا عند بابه بالاختيار وبغير اختيار فهم ان كانوا في البحر لايطلبون النجاة الا منه يعرفوا انه ( العلي العظيم )
٢- من الناس من اشتروا الوهم ومنهم من خرجوا من الظلمات الى النور
*ورد في البقرة ٣ قصص :
* قصة إبراهيم ومن حآجه في ربه ٢٥٨ ( أن ءاتاه الله الملك )هذه الخديعه انخدع بالملك فعظم نفسه واعتمد عليها وبقى مرهون بالملك وهو بنفسه اختبار وابتلاء وقد ورد في سورة الجن ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً ، وأما القاسطون فكانوالجهنم حطباً ، وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً) ١٤،١٥،١٦ ، هي بالنهاية اختبارات والنعمة العظيمة ان تكون انت في الارض ووليك الله في السماء والذي يوفقك بكل امورك هو الله الذي له مافي السموات ومافي الارض فتبقى معرفة الله وذكره نعمه على من ذكر الله ، ففي هذه القصه اشترى صاحبها الوهم وهو الملك وظن انه سيغنيه عن معرفة رب العالمين فكانت الطمأنينه بالملك وهو الذي أورد الطغيان وهذا من جهله.
* والقصه الثانيه ٢٥٩ الذي مر على قرية واستبعد ان يحييها الله وكان غافلا عن كمال الله وقال بعض شراح الآية انه مؤمن لكنه مر بغفله وقد نشترك فيها جميعا نغفل عن كمال الله فهو بالمقاييس الانسانيه استبعد اعادتها فأراه الله كيف يعيدها
* قصة إبراهيم ٢٦٠ طلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فقيل له ( أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) زيادة استمتاع بالمعرفه وترقي فيها وطلب للطمأنينة هو ليس جاهل كالاول ولا غافل كالثاني ولكنه يعلم علم اليقين ويترقى في اليقين من عين اليقين لحق اليقين ، ويتبين من القصص ان الغفله كانت بسبب قلة ذكر الله والتفكر في ملكوت الله.
*نحن نعلم جيدا ان الله على كل شيء قدير وانه له ملك السموات والارضوهو قريب مجيب ولكن هناك من ينظر للامور بنظره تشاؤم ولا يحمل في ذاكرته الا المكدر منها وهذا بسبب الغفله التي تجعلنا نستسلم لخطوات الشيطان ونصاب بالاعتلال النفسي. والانسان الطبيعي وينظر للحياة بطريقة صحيحه والمواقف لاتتحول عنده الى غل او حقد اوحسد ولا اكتئاب اوقلق
اما الانسان الذي يوتره كل امر والمواقف العاديه المتكرره والتي ليست هي مصيريه تسبب له انقلاب مزاجي هذا عنده اعتلال مزاجي ومع العمر يصبح مرض وقد يلاحظ لدى الطفل يقارن نفسه بالآخرين وينقلب على مالم يجده او يحوز عليه ثم يصبح عنده غل اوحقد اوحسد ولانقصد بالمريض النفسي الذي هو نتيجة اختلال بالعقل والدماغ بل ماهو في القلب والنفس وهذا لايصلحه الا المعرفه بالله فإيمان بالله من جهة وذكر من جهة اخرى
*الاعتلال النفسي يجعل الناس يتصرفون على حسب أهوائهم وبدلا من ذلك ينبغي ان ترجع الامور : الى قدر الله وهذا ماشاءه الله والرضا برزق الله وهنا تتضح نعمة ذكر الله ، مثال : قدوم الضيف الان بسبب الكلفه والاعتلالات اصبح بلوى على البعض لاني اجعل استقبالهم بكل تفاصيله مسؤليتي التامه بينما الله هو الرزاق سيأتي برزقهم ويشرح صدررهم وينزل البركة ويعطي اجر إطعام الطعام واكرام الضيف ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) فلنحسن النيه ولانجعلها للتفاخر ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) الحديد ٢٠
*فلا تحمل نفسك فوق طاقتك واجعل في كل خطوة لك ذكر واستعانه وطلب بركة ولو بحثنا في الذاكرة وفي تاريخ حياتنا كيف رزقنا الله من حيث لانحتسب وستر وجمل واعطى سبحانه ستير لن يفضحك فقط انوي الخير ويقول الامام احمد ( انوي الخير فإنك بخير مانويت الخير )
*لاتعتمد على نفسك الضعيفه حتى في تربية الابناء وتنسب الامر لنفسك ( ربيتهم ) لاتتصور انك جئت للدنيا وعليك هذه الضغوط والمسؤليات من زوج وابناء وغيره اطلب الله واستعن به في كل امورك يارب اهدني سددني وفقني انت الاول فليس قبلك شيء اعطني الاسباب وثمرتها.
*كل ماانت مكلف به جيران ابناء والدين كله اختبار لك ابقى ذاكرا لربك استعن به واعتمد عليه مهما هاجمك الشيطان ووساوسه رد ذلك بماتعرفه عن الله سيعطيني الله سيرزقني الله سيكفيني الله اجعل ثقتك بالله منهاجا لك.
*انت حارث همام تتحرك وعندك هموم متوتر غير مرتاح اطمئن لمالك الملك المدبر وتوكل عليه اجعل قلبك ساكن مطمئن وجوارحك متحركة.
*لاتهتم ماذا نأكل كيف نرزق اولادنا اين سيكونوا الذي خلقم كتب ارزاقهم اذا نعمة ذكر الله لاتجعلك قلق لكن المشكلة في مقدار الايمان فهو الذي سبب مقدار الذكر الصحيح مقدار الثقه بالله ومعرفته بالله هو الذي يزيد وينقص فتراه يوم مطمئن ويوم لا
*كل الوساوس الشيطانيه باشكالها والوانها بسبب مخاوف من امور مجهولة واشياء لاقيمة لها.
*يتشمم الشيطام قلبك يبحث عن نقطة ضعفك ( زوج اولاد وظيفه) ويجربك في الامور ويغير فيها حسب تغيرك باستمرار. مثال : قد ياتيك عند الوضوء فيذكر لك انك ماغسلت يد او قدم ويكرر ذلك في كل مره فان استسلمت له استمر معك وهكذا.
*بهذه الضغوط والوساوس يبقى الانسان في قلق دائم وحزن وهذه بغيته ( ليحزن الذين آمنوا )
*ذكر في قصة موسى انه لما خرج من مصر خائف دعا ربه ( فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) ٢١ القصص وهذا شعور طبيعي. ثم بعدها اتجه لمدين ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) ٢٢ القصص لقد عالج الشعور الطبيعي بذكر الله ثم لما جاء لمدين دعا ان يهديه الى سواء السبيل. لقد نادى ربه وناجاه وهو ليس بنبي بعدوالنبوة جاءته في العوده.
*المخاوف والقلق تجاه الاشياء لانلام عليها لكن ينبغي ان لاتتحول لوساوس فلا نستسلم لها بل نجعلها دافع لسؤال الله.
*نقطتين توضح كيف يكون ذكر الله نعمه :
* عند تحمل المسؤليات ابق مطمئن اترك القلق والمخاوف وتوكل على الله اجعلها سبب لذكر الله واساله في كل موطن بمايناسبه
* عندما تهاجمك الوساوس يكون ردها بنعمة معرفة الله وهي داخل الفؤاد
* ذكر الله نعمة لاصلاح النفس ومعالجة عيوبها ومافيها من حقد او غل اوحسد. ( ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر ١٠
*والناس بين لئيم وكريم في هذه الامراض فمنهم من يظهره ويتفاعل بها ومنهم الكريم الذي يحاول اخفاءها والاكرم من ذلك من يسعى لعلاجها لان هذه الامراض قاتله للانسان ولانشراح صدره وسعادته وعلاج ذلك بذكر الله وذكر لقائه وتذكر ان كل هذه النعم التي نتنافس عليها زائله وماعند الله أبقى ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا ) الإنسان ٢٠ *ينبغي أن نتأدب مع الله ونستحي أن نلقاه بقلوب مريضه بالطمع والحسد ورد في الحديث ( استحوا من الله حق الحياء قالوا نستحي قال ليس ذاك وذكر فيه ان الحياء حفظ البطن وماحوى ) وقال بعض اهل العلم ان من البطن القلب فيحفظ من الوساوس والامراض. *ينبغي ان يكون القلب ليس فيه الاذكر الله وحب الله وينظر للناس ان وراءهم الله ورضاه فلو احسنت لعيال الله سيحبك الله ولتلقوه وليس بينكم خصوه لا له ولا عليه وليحذر من سوء الظن فقد ورد ( لازال المسروق يتظنى حتى يكون اعظم اثماً من السارق ) فهذه عقوبة سوء الظن فهو يفكر ربما فلان هو من سرق او فلان فيظن بهم * لايكن تفكيري سانتقم من فلان يوم القيامه... بل اعفو عمن ظلمني فبالعفو يرتفع الايمان داخل القلب ويسهل نطق الشهادة عند الموت. * ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) اتصبرون وليس تغلون وتحقدون !!! فلا تجعل قلبك مشغول بمساحات ليست للايمان.
*الذاكر لله ليس بجاهل ولا غافل :
# يعلم عن الله # لازال الخبر عن الله ومعرفته تتجدد لتزيل الغفله
*الذاكر لله من يعرف الله ويزداد بها كل يوم وينفي الجهل والغفلة ، نقرأكل يوم الاخلاص كم مرة وقفنا مع ازدياد معنى الاحد والصمد يجب ان ننفي الجهل والغفله بتجدد العلم
*تجدد العلم عن الله في قلب خالي لذكر الله ( نزيل الغل والحقد والحسد ) حتى يطمئن قلبي ونبينا ابراهيم نموذج للقلب السليم الذي وصل لليقين واطمئن ايمانه بزيادة العلم والمعرفه استقبلها في قلب خالي.
*عشنا زمن طويل وماسألنا اسم الله ومعناه ؟ وابن عباس يقول : ذو الالوهيه والعبوديه على خلقه أجمعين ونجد شروح طويله تحت ذو الالوهيه وكذا ذو العبوديه.
* نحتاج لعلم متجددوقلب خالي
* نعمة من الله ان نذكره فيذكرنا ويثني علينا والذكر له دوي كدوي النحل حول العرش.
* اكثر مايؤثر في خلو القلب الدنيا بكل تفاصيلها فنحتاج التخليه منها قدر المستطاع وكلما خلى قلبك من الدنيا كلما صح الذكر.
* من ينظر للقضاء والقدر كما ينبغي فهو سبب للطمأنينة القلب فكل شيء مكتوب يقول ابن عباس : وضع يدك على خدك مكتوب في السماء
* قصة جميله كان هناك رجل ياتي كل سنة للسفاره السعوديه هو من بلد فقير ويتمنى الحج ولايملك مال وسبحان مدبر الكون يمرض رجل في الكويت ويبحث عن من يعطيه صدقه فيشار اليه ان يحجج احداً فيسال وخلال البحث يصل للسفاره السعوديه فيخبروه بالرجل ويعطيه المال ليحج سبحانه القادر.
* المؤمن يؤمن ان الله لمايقدر الارزاق يسوقها بأسبابها ليس لك يد فيها لان من اسماءه اللطيف يسوق الرزق لخلقه واحيانا يسوق خلقه للرزق وقد يكون من باب يكرهونه فقد تخسر ناس ويتبين لك فيهم امور وتبعد عنهم لامر قدره الله لك.
* لاتتعلق بالاسباب ولاتجعل الدنيا اكبر همومنا الله يرزق ويبارك ولايشترط في البركة ان تكون حسيه اهم امر رضانا عن ربنا ويمن علينا به.
* معنى ذكر الله : العلم المتجددالذي سيقع في قلب خالي ومصدره الكتاب والسنه.
* ينبغي في قرائتنا للورد اليومي من القرآن ان نقف على مراد الله وماوصف به نفسه ومعاملته لعباده واوليائه بتدبر وتامل ونهتم بامرين :
* ١- معرفة اسماء الله وصفاته منفرده والبحث عن كتب وشروحات اهل السنه نبحث عن معنى اللطيف ، الصمد ، الغفور.
* ٢- اين وردت في كتاب الله وفي اي سياق اتت وتظهر لنا في القصه اسماء الله وافعاله مثال قصة ام موسى وامرها ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولاتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) القصص ٧ ثم قال ( فرددناه إلى أمه ) القصص ١٣
* اقدار كثيره قد تمر علينا حتى لانحزن ولنعلم ان وعده حق، فكل امر وموقف يمر نعرف ان وعده حق .. نتقيه فيجعل لنا مخرجا .. نشكره فيزيدنا
* ذكر الله يغير التفكير والنظره لكل شيء قد نميز بين الناس بالوانهم واشكالهم لكن لنفكر من الذي يحبه الله ( يحب التوابين والمتطهرين )
* لنذكر نعم الله علينا الكثيرة والناس منهم من هو في بطر ونحن تحت حلمه ولايعالجنا بالعقوبة مع ان البعض قد يسيء الادب مع الله ويظهر عدم الرضا فلنحذر غضب ربنا
* لنسأل أنفسنا اين اثر اسماء الله وصفاته في حياتنا قد يمدحك الناس وهم لايعلمون عنك فلا نفرح بمدحهم ولنعلم ستر الله علينا وعلى تقصيرنا.
* الدنيا ضيق وسعة وامتحان وصبر وشكر فنطمع برب العالمين وندعوه ونذكره ونساله الثبات.
تم بحمد الله وفضله