عاشوراء

عاشوراء
كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِي سَيَهدِين

💐
*لمّا تمر علينا شهور وأيام عظمها الله مثلها مثل غيرها ، لابد أن نشعر أن هناك مشكلة
ونعالجها بالنصوص لتحيا الأرواح والقلوب ونتعبد بدناً وقلباً.

🔦
-لماذا نصوم عاشوراء؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ماهذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه" (رواه البخاري 1865).


-ماهي النعمة التي شكر موسى اللهَ عليها؟
هي:أن نجّى الله قلوب بني إسرائيل من تعظيم فرعون ؛لأنهم رأوا بأعينهم هلاك هذا الطاغية الذي كانوا يخافون منه أشد الخوف، فصامه شكراً لله على هذه النعمة.

💐
- لماذا أنت تصوم عاشوراء؟
أنت تشكر الله أن نجّى بني إسرائيل من فرعون.
أنت تشكر الله أن نجّى بني إسرائيل من عظيم كان في قلوبهم.
أنت تشكر الله على أن أعان عباده على التوحيد.

إذاً .. أول نية تُجمع :
لك الحمد ربي أن أَعنتَهم على التوحيد.

💎
-لماذا كان الشكر بالصوم؟
العبادة بالبدن هي شكر بالبدن ، والشكر بالصوم أن تُري الله أنه عظيم فتترك مُعَظمَات النفس:أكلك ، شربك، شهواتك .
فكأنك تقول:
يارب ..
كما أَرَيتَنا أنه لا عظيم إلا أنت ولا باقي إلا أنت اخرج من قلوبنا كل مُعَظّم غيرك .

إذاً صُم ..
وأنت مستحضر لمواقف أشهدك الله فيها أنك لا تحتاج غيره .
صُم..
وأنت شاهد أن الله هو الوكيل ، هو الحفيظ .
الشكر الحقيقي: أن تُخرج من قلبك كل تعلق سوى الله .
اجمع وتذكر من مواقف العام ما ذَكّرَك أن الله هو الوكيل ، ما جعلك تؤمن أن الله حكيم ... وهكذا ، فتصوم وأنت ممتلئ امتناناً وشكراً .

📌 ونتعلم كذلك من قصة موسى عليه السلام مع فرعون :
*حسن التوكل على الله .
*جمع القلب على شكر الله والامتلاء حمداً له .
*حُسن الظن أنه مامن ضعيف إلا وسينصره الله عز وجل -كل مُستَضعف فالله وليه- لا تنظر إلى المستضعفين وتقول لن يُنصروا.

📌كلما جَهِلتَ عن الله ما عَظّمت الله .
مع قِلة الشعور نخشى أن تَمُر العبادات العِظام ..
وليس لها في القلب مقام..
🔺عاشوراء دروس في العقيدة🔺
تمرهذه الذكرى الإيمانية، العطرة، كل عامٍ على المسلمين، فيحيونها بشكر المنعم، سبحانه، وتعظيمه، بصوم عاشوراء.
ويظهر أن شرف هذا اليوم يرجع إلى أكثر من سبب :
أحدها : أن صيامه من بقية ملة إبراهيم . ولهذا كانت قريش، وأهل الجاهلية يصومونه، ويعظمونه، ووافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ. فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ ) رواه البخاري .
الثاني : لكونه من أيام الله المشهودة ! لما روى ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: (مَا هَذَا؟) قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: ( فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ) رواه البخاري . وفي رواية : ( فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَر
َ بِصِيَامِهِ )
عاشورا ودروس في العقيدة:📝

أولاً : الآية الباهرة الدالة على ربوبية الله تعالى، وخلقه، وملكه، وتدبيره، لجميع الأشياء: فهو الذي خلق الكون، وهو القادر على إبطال نظامه وسيره حسب ما تقتضيه مشيئته، وحكمته .
فهذا البحر الخضم، والأمواج المتلاطمة، تستحيل إلى جبال مائية شاهقة، مكونةً اثني عشر طريقاً، بعدد أسباط بني إسرائيل، يهبط في قعرها، ويمشي على ثراها المستضعفون، لينفذوا إلى الجانب المقابل !
( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ. وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ .وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ.ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ )الشعراء: 6-67
وأمام هذا المشهد المهيب
يمتلاء قلب العبد ربوبيةً لله فيورثه طمأنينةً، وثقةً، وتوكلاً .

ثانياً : صدق وعد الله لعباده المؤمنين : إن هم آمنوا به، وتوكلوا عليه، وصبروا على الابتلاء. فالله لا يخلف الميعاد، ولا يخذل أولياءه، ولا يديل عليهم عدوهم، ما داموا مستمسكين بحبله، واثقين بنصره ، كما جرى لموسى عليه السلام: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) الشعراء : 90
وتلك قاعدة مطردة، وسنة ربانية، قال تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) غافر: 51، وقال:(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)يوسف: 110.
وبهذا لهج لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح، فقال : (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ) رواه أبو داود، وقال في حجة الوداع وهو على الصفا، مثنياً على ربه : (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ) رواه مسلم .

ثالثاً : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكليـة قدح في الشرع.
فأي فائدة لضرب موسى عصاه البحر لينفلق و الله قادر على هذا دون ضربة العصا!؟
إنه تعالى يعلمنا أنه لابد أن نفعل مهما كان الفعل ضئيلاً من وجهة نظرنا - حتى لا يكون الأمر تواكلاً بل توكلا على الله ما حال أي فرد سوى موسى عليه السلام حين يوحي إليه ربه أن إضرب بعصاك البحر؟ أي شيء تفعله هذه الضربة الضئيلة للبحر الهائج!؟
غير أن (كَلاَّ) التي في البداية تعني أن موسى عليه السلام إنما سينفذ الأمر الإلهي موقناً أنه إنما سيهديه ربه لما فيه خيره و خير قومه والسين في (سيهدين) تعني أنه عليه السلام لا يعرف ما سيحدث في اللحظة التالية !!
ولكنه اليقين بالله فأتت الأحداث بعدها لتؤكد على هذا فضرب البحر وحصلت معجزة انشقاق البحر بعصاه و يعبر هو وقومه ثم يغرق الفرعون أمام أعينهم في معجزة ما أظنها إستغرقت إلا دقيقة أو بعض منها.

رابعاً: المعية الخاصة للمؤمنين : (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، فهي معية تقتضي النصر والتأييد، والهدى، وتسديد الخطى، ينالها أهل العلم بالله، بما أودعوا في قلوبهم من تعظيم الرب، وإجلاله، ومحبته، وحسن الظن به. فتؤتي ثمارها كل حين، بإذن ربها، تفريجاً للهموم، وكشفاً للكروب، وهدايةً للأصوب، والأطيب.

خامساً : عاقبة الطغيان، وشؤم البغي والعدوان : فهاهو فرعون الذي كان يتيه بنفسه قائلاً : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) النازعات : 24، (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) القصص : 38، نراه يتخبط في لجج البحر، ويشرق بمائه : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ . آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ . فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) يونس : 90-92 . فأهلكه الله بألطف الأشياء، وهو الماء الذي كان يتباهى بأنه يجري من تحته !
ما أحوج كل ظالم، متكبر، جبار، أن يتبصر في مصارع الغابرين، ويعتبر بخاتمة المعتدين. وما أحوج كل مظلوم، مضطهد، مسكين، أن يثق بكمال عدل الله، وأنه يمهل للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، بل يأخذه أخذ عزيز، مقتدر .


سادساً: تعظيم حرمات الله، وأيامه، وآياته : فالقلب اليقظ، والنفس المطمئنة، تعظم ما عظم الله، وتقدم ما قدم الله، وتنفعل لما فخَّم الله ، كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم . عن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. رواه البخاري. وقال : ( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ) رواه مسلم .

سابعاً : الموالاة بين المؤمنين : إن الإيمان عقد ينتظم ذويه، ورحم يجمع أهله، يتخطى حدود الزمان والمكان، ويخترق الشعوب والأعراق، فتتعارف قلوبهم من وراء سجف الغيب، وتتعاطف نفوسهم رغم اختلاف اللغات، والتاريخ، والجغرافيا! فهاهو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بتلك المناسبة الإيمانية، ويرى صلى الله عليه وسلم، أن مجددي ملة إبراهيم، من المسلمين، أولى بموسى، ومن معه، من يهود، التي رغبت عن ملة إبراهيم. وفي المتفق عليه، من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قَالَ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ) .

كيف تصوم عاشوراء؟ :
صمه بنية التوبة والمغفرة
صمه وقل اللهم اجعله رفع درجات و محو كفارات
صمه وأنت تظن في الله القبول
صمه وأنت فرح بيوم من أيام الله فيه نصر الحق ودحض الباطل كما فرح النبي صلى الله عليه وسلم بنصر أخيه موسى
صمه وأنت ترجو أن تكون من أتباع نبيك والمقتدين به
صمه وأنت موقن بأن صيام يوم في سبيل الله يباعد الله به بينك وبين النار سبعين خريفا
صمه وأنت على الطريق ثابت وتسعى أن يجعلك الله ممن نصر الإسلام والمسلمين
صمه ولا تنس الدعاء عند الإفطار
صمه وأنت تعلم أن كل عمل كتب الله أجره إلا الصيام فنسبه إلى نفسه فقال وأنا أجزي به
صمه وأنت تتذكر كيف يحل الله الحلال ويحرم الحرام مع أذان المغرب؟
صمه شاكرا
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شارك : عاشوراء

تعليقات فيسبوك

مدونة رحيق العلم الشرعي المدونة الانجليزي مدونة الدروس صناعة المُحاوِر