الجزء الثالث

الجزء الثالث
وقوله تعالى : {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}(79) آل عمران

💭خاطرة💭
أن تكون من الربانيين
يعني أن تُربي نية --->> للرب الذي أوجدك من عدم .. فتتعلم عنه .. وتعمل له .. وتُعلم الناس عنه .


📒التفسير:-

🔖 كونوا ربانيين  ⬅ أي كونوا منسوبين للربّ ، وهو الله تعالى ،
لأنّ النسب إلى الشيء إنما يَكون لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه .
⏺ ومعنى ذلك أن يَكونوا مخلصين لله دون غيره .
▫والربّاني نسبة إلى الرب على غير قياس كما يقال اللِّحياني لعظيم اللحية ، والشَّعراني لكثير الشعرَ .

🔖وقوله : { بما كنتم تعلمون الكتاب } ⬅أي لأنّ علمكم الكتاب من شأنه أن يصدّكم عن إشراك العبادة ، فإنّ فائدة العلم العمل .

🔖{ وتدرسون } ⬅معناه تقرؤون أي قراءة بإعادة وتكرير

⏺لأنّ مادّة درس في كلام العرب تحوم حول معاني التأثر من تكرّر عمل يُعمل في أمثاله ، فمنه قولهم : دَرَسَت الريحُ رسمَ الدار إذا عفته وأبلته ، فهو دارس ، يقال منزل دارس ، والطريق الدارس العافي الذي لا يتبين . وثوْب دارس خَلَقٌ  

⏺وقالوا : دَرَس الكتاب إذا قرأه بتمهّل لحفظه ، أو للتدبّر
💎وفي الحديث : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة إلخ " رواه الترمذي

فعطَفَ التدارس على القراءة فعُلم أنّ الدراسة أخصّ من القراءة .

🔺ومادة درس تستلزم التمكن من المفعول فلذلك صار درس الكتاب مجازاً في فهمه وإتقانه ولذلك عطف في هذه الآية { وبما كنتم تدرسون } على { بما كنتم تعلمون الكتاب } .

ت/ بن عاشور رحمه الله

شارك : الجزء الثالث

تعليقات فيسبوك

مدونة رحيق العلم الشرعي المدونة الانجليزي مدونة الدروس صناعة المُحاوِر