دعاء ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ....)
- المقالات
- المشاهدات : 1937
- أضيف في : 21/6/2017
- طباعة المقال
-
دعاء ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ....)
عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قوله - صلى الله عليه وآله سلم - :
🍃 اللهم بعلمك الغيب وقدرتك عَلَى الخلق ، أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ، وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إِلَى وجهك الكريم ، والشوق إِلَى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين 🍃
رواه أحمد والنسائي
🍂الشرح :
قال ⬅ العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه ⬅( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ) :
" فجمع هذا الدعاء العظيم القدر بين:
💧 أطيب شئ في الدنيا 👈🏾 وهو الشوق إلى لقاءه سبحانه ،
و💧 أطيب شئ في الآخرة 👈🏾وهو النظر إلى وجهه سبحانه
🍂 و لما كان كمال ذلك و تمامه موقوفا على عدم ما يضر في الدنيا ، و يفتن في الآخرة قال :👈🏾 " في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة
🍂 ولما كان كمال العبد في أن يكون عالما بالحق ، متبعا له ، معلما لغيره ، مرشدا لغيره ،
قال :👈🏾 " واجعلنا هداه مهتدين "
🍂 ولما كان الرضى المحصل للمقصود هو الرضى بعد وقوع القضاء لا قبله ، فان ذلك من عزم الرضى ، فإذا و قع القضاء ، انفسخ ذلك العزم 👈🏾سأل الرضى بعده ،
⬅ فان المقدور يكتنفه أمران :
1⃣الاستخارة قبل وقوعه ،
و2⃣ الرضى بعد وقوعه ،
👈🏾فمن سعادة العبد أن يجمع بينهما ،
كما جاء في المسند أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :
( إن من سعادة ابن ادم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ، وإن من شقاوة ابن آدم ترك الاستخارة ، وسخطه بما قضى الله تعالى )
🍂 و لما كانت خشية الله - عز و جل - رأس كل خير في المشهد ، و المغيب ،
👈🏾سأله خشيته في الغيب و الشهادة ؛
🍂 و لما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه ، فإذا غضب أخرجه غضبه إلى الباطل ، و قد يدخله أيضا رضاه في الباطل 👈🏾، سأل الله - عز و جل - أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب و الرضى ،
ولهذا⬅ قال بعض السلف :
" لا تكن ممن إذا رضى ادخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق " ؛
🍂 ولما كان الفقر و الغنى بليتين و محنتين ، يبتلي الله بهما عبده ، ففي الغنى يبسط يده
وفي الفقر يقبضهما ، 👈🏾سأل الله القصد في الحالتين ،
🍂 ولما كان النعيم نوعين : نوعا للبدن ، ونوعا للقلب ، و هو قرة العين ، و كماله بدوامه
واستمراره ، 👈🏾جمع بينهما في قوله ( أسالك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ) ؛
🍂 ولما كانت الزينة زينتين : 1⃣زينة البدن ،
و2⃣زينة القلب أعظمهما قدرا و اجلهما خطرا ،
⬅وإذا حصلت زينة البدن على أكمل وجه في العقبى ، 👈🏾سأل ربه الزينة الباطنة فقال : ⬅( زينا بزينة الإيمان ) ؛
🍂 ولما كان العيش في الدار لا يبرد لأحد كائنا من كان ، بل هو محشو بالغصص
والنكد و محفوف بالآلام الباطنة و الظاهرة 👈🏾 سأل : ( برد العيش بعد الموت ) .