☘ إذا اقبل شهر شعبان ينبغي على المؤمنين المشتاقين إلى تحصيل المغفرة، والعتق من النار، ورحمة الله الواسعة في رمضان، أن تتغير أحوالهم من حال الكسل والتأخر والغفلة إلى حال المجاهدة والمسارعة ودوام الذكر استعدادا لتحصيل جوائز الرب سبحانه وتعالى في رمضان.
ولقد كان في أحوال النبي صلى الله عليه وسلم المشرَّفة في شعبان القدوة الحسنة التي تبين للمؤمنين المتقين معنى الاستعداد لرمضان، وهو صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ ولكنه يُعلِّم المؤمنين معنى الاستعداد لرمضان، كما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما في قوله:
(( يا رسول الله ، لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان ؟ قال : ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضانَ ، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إِلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي، وأنا صائم ))
فكان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ليكون هو المُقَدِّمَة لتحصيل مغفرة رمضان؛ التي ينبغي أن يستعد المؤمنون لها الاستعداد الذي طالما قصَّروا فيه، وانشغلوا عنه، ومنعهم منه التعلق بعاداتهم ومألوفاتهم وشهواتهم في الدنيا.
🌸 إن قضية المرء في الدنيا ينبغي أن تكون تحصيل محبة الله تعالى والأنس به جل وعلا والتجافي عن دار الغرور، والمُحب لا يمل ولا يسأم من طاعة محبوبة، ولا يدخل هذه الطاعة وهو يريد أن يخرج منها بسرعة ليعود لدنياه وشهواته ومألوفاته وأهله وولده؛ لأن موعد الطاعة هو موعد لقاء الله تعالى ومناجاته والتملق والدعاء والتضرع والبكاء له جل وعلا، وانتظار تنزل عفوه ورحمته ومغفرته وهدايته، كما قال إبراهيم عليه السلام :
{ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّى سَيَہۡدِينِ }
[ الصافات : ٩٩ ]
فالمرء ذاهبٌ إلى الله تعالى في أعماله وطاعاته ليحصل ما عند الله جل وعلا، ليس ذاهبًا لينتهي من عبادته، ثم يعود إلى ما كان فيه من لهو وغفلة، فهو ينتظر صيام شعبان ليقربه من محبوبه جل وعلا، لا ليستثقله ويود الانتهاء منه، إذ ذلك ليس دليل المحبة، ولا دليل الشوق إلى الدرجات العالية التي يود تحصيلها، ولا دليل صحة السير إلى الله تعالى؛ إذ كيف يكون سائرا إلى الله تعالى وهو يود أن ينتهي من طاعته ويتخفف منها ؟!
☘ إن محل تفكر المرء اليوم: كيف يخرج من شعبان على حالة مرضية عند الله تعالى؛ ليكون مقبولا عنده جل وعلا قبل دخول رمضان؛ فينوي صيام شعبان، والخروج فيه عن العوائد والمألوفات والشهوات التي تحجزه عن السير إلى الله تعالى؛ ليستقبل رمضان وهو أقرب إلى الخشوع لله تعالى وأدعى إلى القرب منه جل وعلا، وليكون في محل نظر الله تعالى ورعايته؛ إذ إن نظر الله تعالى إليه فيه رحمته ومغفرته ونعيمه وسرور قلبه، وتحصيل نجاته في الأولى والآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطب ودروس فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي.
☘ إذا اقبل شهر شعبان ينبغي على المؤمنين المشتاقين إلى تحصيل المغفرة، والعتق من النار، ورحمة الله الواسعة في رمضان، أن تتغير أحوالهم من حال الكسل والتأخر والغفلة إلى حال المجاهدة والمسارعة ودوام الذكر استعدادا لتحصيل جوائز الرب سبحانه وتعالى في رمضان.
ولقد كان في أحوال النبي صلى الله عليه وسلم المشرَّفة في شعبان القدوة الحسنة التي تبين للمؤمنين المتقين معنى الاستعداد لرمضان، وهو صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ ولكنه يُعلِّم المؤمنين معنى الاستعداد لرمضان، كما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما في قوله:
(( يا رسول الله ، لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان ؟ قال : ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضانَ ، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إِلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي، وأنا صائم ))
فكان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ليكون هو المُقَدِّمَة لتحصيل مغفرة رمضان؛ التي ينبغي أن يستعد المؤمنون لها الاستعداد الذي طالما قصَّروا فيه، وانشغلوا عنه، ومنعهم منه التعلق بعاداتهم ومألوفاتهم وشهواتهم في الدنيا.
🌸 إن قضية المرء في الدنيا ينبغي أن تكون تحصيل محبة الله تعالى والأنس به جل وعلا والتجافي عن دار الغرور، والمُحب لا يمل ولا يسأم من طاعة محبوبة، ولا يدخل هذه الطاعة وهو يريد أن يخرج منها بسرعة ليعود لدنياه وشهواته ومألوفاته وأهله وولده؛ لأن موعد الطاعة هو موعد لقاء الله تعالى ومناجاته والتملق والدعاء والتضرع والبكاء له جل وعلا، وانتظار تنزل عفوه ورحمته ومغفرته وهدايته، كما قال إبراهيم عليه السلام :
{ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّى سَيَہۡدِينِ }
[ الصافات : ٩٩ ]
فالمرء ذاهبٌ إلى الله تعالى في أعماله وطاعاته ليحصل ما عند الله جل وعلا، ليس ذاهبًا لينتهي من عبادته، ثم يعود إلى ما كان فيه من لهو وغفلة، فهو ينتظر صيام شعبان ليقربه من محبوبه جل وعلا، لا ليستثقله ويود الانتهاء منه، إذ ذلك ليس دليل المحبة، ولا دليل الشوق إلى الدرجات العالية التي يود تحصيلها، ولا دليل صحة السير إلى الله تعالى؛ إذ كيف يكون سائرا إلى الله تعالى وهو يود أن ينتهي من طاعته ويتخفف منها ؟!
☘ إن محل تفكر المرء اليوم: كيف يخرج من شعبان على حالة مرضية عند الله تعالى؛ ليكون مقبولا عنده جل وعلا قبل دخول رمضان؛ فينوي صيام شعبان، والخروج فيه عن العوائد والمألوفات والشهوات التي تحجزه عن السير إلى الله تعالى؛ ليستقبل رمضان وهو أقرب إلى الخشوع لله تعالى وأدعى إلى القرب منه جل وعلا، وليكون في محل نظر الله تعالى ورعايته؛ إذ إن نظر الله تعالى إليه فيه رحمته ومغفرته ونعيمه وسرور قلبه، وتحصيل نجاته في الأولى والآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطب ودروس فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي.