🍃لمًا ضرب الله سبحانه وتعالى المثل لنوره بقوله جل وعلا:
( ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٍ فِيہَا مِصۡبَاحٌ‌ۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ‌ۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّہَا كَوۡكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـٰرَڪَةٍ زَيۡتُونَةٍ لَّا شَرۡقِيَّةٍ وَلَا غَرۡبِيَّةٍ يَكَادُ زَيۡتُہَا يُضِىٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٌ‌ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ‌ )
[ النور : ٣٥ ]
🍃قال سبحانه وتعالى بعدها :
( يَہۡدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ‌ )
[ النور : ٣٥ ]؛
لتكون مقياسًا يهتدي به المرء ليعرف درجته في الهداية لنور الله تعالى.

🍃 وتدبر هذه الآية ان يرى المرء درجته في تحصيل هذا النور، ولينظر أين هو من الهداية لذلك النور الذي ألقاه الله تعالى في قلوب عباده،
🍃فهل شاء الله تعالى أن يكون من هؤلاء الذين هداهم لنوره ؟
🍃وإذا شاء أن يكون منهم فما هو العطاء الذي أعطاه الله من هذا النور؟
🍃هل أعطاه نورا قويًا بفضله وكرمه جل وعلا
🍃أم أعطاه ذلك النور الضعيف الذي يكاد من شدة ضعفه أن تعصف به أهواء البدعة والشهوة والمعصية والغفلة؛ لتطفئه !
🍃فإذا كان المرء يهتم بمكانته عند ربه، فينبغي أن يرى ماذا حصل من نوره الذي أعطاه للمؤمنين في قلوبهم، وترى ذلك في نور القرآن،
ونور اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛⬅ إذ هو نور صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: *
( قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَـٰبٌ مُّبِين )* [ المائدة : ١٥ ]
بل هو سراج منير، كما قال تبارك وتعالى فيه: *
( يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا • وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )*
[ الأحزاب : ٤٥-٤٦ ].
🍃لذلك كانت مهمة المؤمنين اليوم أن يروا أنفسهم في أي درجة من درجات الهداية لنور الله تعالى؛⬅ ليعرفوا مرتبتهم ودرجتهم عند الله تعالى،
⬅ فإن كانت خيرا حمدوا الله تعالى، ودعوا الرب جل وعلا أن يثبتهم وأن يعينهم في استكمال طريق محبته، ومعرفته، والركون إليه،
⬅ وإن كانت درجتهم ضعيفة قليلة، تحسروا وبكوا عليها، وحاولوا وجاهدوا واستعانوا الله تعالى على تصحيحها، وسعوا في تصفية قلوبهم وتنقيتها، مع بذل وسعهم وجهدهم ليهديهم الله تعالى لهذا النور، ويضعه في قلوبهم؛ ⬅إذ على قدر ما يصيبهم من النور في الدنيا على قدر النور الذي يمرون به على الصراط يوم القيامة