وقفة مع سورة التوبة :

🍃🍂🍃

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
التوبة (23)

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ اعملوا بمقتضى الإيمان، بأن توالوا من قام به، وتعادوا من لم يقم به‏.‏

و‏{‏لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ‏}‏ الذين هم أقرب الناس إليكم، وغيرهم من باب أولى وأحرى، فلا تتخذوهم ‏{‏أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا‏}‏ أي‏:‏ اختاروا على وجه الرضا والمحبة ‏{‏الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ‏}‏

‏{‏وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏}‏ لأنهم تجرؤوا على معاصي اللّه، واتخذوا أعداء اللّه أولياء، وأصل الولاية‏:‏ المحبة والنصرة، وذلك أن اتخاذهم أولياء، موجب لتقديم طاعتهم على طاعة اللّه، ومحبتهم على محبة اللّه ورسوله‏.‏

🍃🍂🍃

وأية 91
قال تعالى:-
((ما على المحسنين من سبيل))
التوبة 91

🔘قاعدة في التفكير (أصولية وجدانية)
قاعدة قرآنية ذكرها أهل العلم والإختصاص وأسماها بعضهم قاعدة ((الإحسان)) دل عليها
💎 قوله تعالى: { مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة:91

و لايزال الفقهاء يستدلون بها على نفي الضمان في موارد الإحسان.

🔺والمعنى : فكل محسن فإنه لا سبيل عليه ولا لوم عليه لأنه محسن ، وإنما الظالم هو الذي عليه سبيل كما في قوله تعالى :{فلا عدوان إلا على الظالمين} البقرة
وقوله {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض الفساد} الشورى.
ابن عثيمين رحمه الله


🍂🍃🍂

🍂🍃🍂

أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ
[التوبة : 126]
قال تعالى ـ موبخًا لهم على إقامتهم على ما هم عليه من الكفر والنفاق ـ ‏:‏ ‏{‏أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ‏}‏ بما يصيبهم من البلايا والأمراض، وبما يبتلون من الأوامر الإلهية التي يراد بها اختبارهم‏.‏

‏{‏ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ‏}‏ عما هم عليه من الشر ‏{‏وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ‏}‏ ما ينفعهم، فيفعلونه، وما يضرهم، فيتركونه‏.‏

فالله تعالى يبتليهم ـ كما هي سنته في سائر الأمم ـ بالسراء والضراء وبالأوامر والنواهي ليرجعوا إليه، ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون‏.‏

وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وأنه ينبغي للمؤمن، أن يتفقد إيمانه ويتعاهده، فيجدده وينميه، ليكون دائماً في صعود‏.‏