وقفة مع سورة الأنعام✨

﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام: 13].
 
▫أي كل دابة في السماوات والأرض، الجميع عباده وخلقه وتحت قهره وتصرفه وتدبيره، لا إله إلا هو
(تفسير ابن كثير 2/113).

🔺واكتفى القرآن الكريم بذكر السكون مع أن لكل دابة حركة وسكوناً، واكتفاء القرآن الكريم كان بأحد الضدين، وهو السكون، لعلتين:
أ- أن مآل كل متحرك إلى سكون، وأن السكون هو الأعم في حق الكائنات الحية التي تشير الآية الكريمة إليها.
 
ب- إن الآيات التي تسبق الآية المذكورة تشتمل على "الحركة"، فقد قال الله تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 11، 12].

🔺ففي قوله سِيرُوا حركة بدنية وفي انْظُرُوا حركة ذهنية من أجل معرفة ما أخبر الله تعالى به، والآية الثانية حركة ذهنية حتما للتفكر في عائدية ملك السماوات والأرض.

⬅وعندما ينتهي الانسان من هاتين الحركتين ويصل إلى قناعةٍ ما فإنه يكون قد اجتاز الحركة وبلغ مرحلة السكون، ولهذا فإن الآية 13 الكريمة بدأت بالسكون ﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 13]
⬅ليكون هذا السكون متناسباً مع الحالة الذهنية للمخاطبين الذين سكنت عقولهم إلى النتيجة التي توصلوا إليها.